عندما كنت في الصف الأول الابتدائي، جاهد أستاذنا الفاضل ـ غفر الله لي وله ـ
أن يقنعني وزملائي أن 1+1 =
2 ، لم يكن الأمر صعبا بالنسبة لي،
فقد كنت أعلم مسبقًا أن : كفّا على الخد الأيمن وكفّا على الخد الأيسر مجموعهما : كفان على الوجه
كما يعلم زميلي في المقعد أن جلدة على اليد اليمنى وجلدة على اليد اليسرى مجموعهما جلدتان
السئ في الموضوع، أنني استأذنت مدرسنا الفاضل ـ غفر الله لأمي و ليَ و له ـ
استأذنته للذهاب إلى بيت الراحة "الحمّام"
ـ أجَلَّ الله مسامعَ السادةِ الكرام ـ
فوافق أستاذيَ القدير ـ غفر الله لي وله وللمديرـ وقال للبقية اصمتوا يا حمير
فخرجت من الفصل فرحان، انقِّــزُ كالحصان،
كان الأسوأ هو أن عقدة تِــكّة السروال العربي كانت ـ طرشة
ـ عافاكم الله من الطَّرَش والطَّراش
وعانيت الأمرين قبل أن أستطيع فكّها،
ما أن فككتُ التكّة، وقضيت حاجتي ورجعت إلى الفصل، حتى انتهت الحصة،
وفاتني بقية الدرس، فكان آخر ما انطبع في جمجمتي ـ أطال الله بقاءها فوق كتفيّ ـ
أن 1+1=2،
كما أخبرنا بذلك أستاذنا الفاضل ـ غفر الله لأبي و لي و له ـ
في طريقي إلى البيت، توقفت عند بيت جدتي ـ غفر الله لي ولها ولجدي ـ،
أعطتني ثلاث حباتٌ حلوى قائلة لي :ماندخنش في رقيلا وقتها
"خود حبة ليك والزوز اللي ايزيدن عطي وحدة لاختك ووحدة لخوك"
كنتُ ضليعا في اللغة العربية منذ نعومة أسناني لذا كان سهلا عليّ أن أعلم أن زوز =2
فما حاولت جاهدا أن أشرحه لجدتي الحنون، هو أن الزوز أو 2 =1 +1 لكن بلا فائدة
وعبثاً حاولتْ هي أن تقنعني بأنّ 2=3-
1 ولكن دون جدوى
في حصة الغد، أوقفني أستاذنا الفاضل ـ غفر الله لي وله ولغفير المدرسة ـ
وسألني 3-1 كم يساوي
، فلا أجبتُ أنا ولا أجابَ الكرسي ولا الحائط الذي خلفي
تأبَّطَ عصاهُ قائلاً بكل حنّيّة " المفروض يا حصان نضربك ثلاث جلدات ، لكن بنساحمك في جلدة"
مددْتُ يدي اليمنى وتبعتها باليسرى، ومددت اليمنى من جديد لكن أستاذي الفاضل عفى عني وقال لي بكل تواضع:
" خش لكرسيك يا بهيم" ياااااه! لألطاف البهائم!!
أيُّ شريف عظيم حظيتُ به من أستاذنا المبجّل!! أعانك الله على حُمُورِيّتنا أيه الفاضل
غفر الله لي ولأستاذنا الفاضل ولزملائي في الفصل الذين لم يخبروني أن ما فاتني من الدرس هو أن 3-1=2
تماما كما أن 1+1=2
هادي قصتي ايام الابتدائي